
وجود
أي عيب أو قصور لدى الزوج، لاسيما لو كان غير مسؤول عنه كعدم قدرته على
الإنجاب، أو إصابته بإعاقة جسدية، أو ضيق ذات يده وعجزه عن تلبية حاجيات
أسرته، ليس مسوغا ولا مبررا للزوجة كي تضغط على أعصابه، وتحمله ما لا طاقة
له به، وتشعره بالنقص والتقصير دائما وأبدا.
كما
أن ذلك لا يعطي لها الحق في إذلاله ومعايرته، والإساءة إليه، واتباع أسلوب
المن والأذى وإشعاره بأنها متفضلة عليه بالبقاء معه، فمثل هذه التصرفات
الشائنة المعيبة، تزيده رهقا وكمدا، وشعورا باليأس والإحباط، وتجعله دومًا
في نكد وغم ، وربما توصله إلى أن يكره نفسه، وحياته، واللحظة التي فكر
فيها أن يتزوج ليعف نفسه، ويُكَوِّن أسرة!..
الزوجة
المسلمة الصالحة، هي التي تتقي الله في زوجها، وتحسن إليه، وتعينه على
الصبر على تحمل عقبات وضغوطات الحياة، ولا تحمله ما لا يطيق، ولا ترهقه
بمطالب لا يستطيع تلبيتها، ولا تعاقبه على أمر لا دخل له فيه..
فإعلان
الزوجة تبرمها وضيقها من أي نقص في زوجها - خاصة أمام الناس – يسيء إليها
في المقام الأول، ويسقطها من نظرهم، ويوضح أنها لم تكن أهلا للزواج الذي
يقوم على أساس المودة والرحمة والسكن، وتحمل كل طرف الآخر والصبر عليه
حسبة لله..
لو
وضعت الزوجة نفسها مكان زوجها المبتلى بالفقر، أو العقم، أو الإعاقة وغير
ذلك من الابتلاءات، لاستشعرت مدى الألم الذي يعانيه، وما تحملت المزيد من
الضغط على أعصابها..
أرى
أنه من الأسلم للزوجة التي تعجز عن الاستمرار مع زوجها المبتلى أن تطلب
الطلاق، خير من أن تعيش معه كارهة وساخطة، ومتبرمة من خدمته والبقاء معه..
فغالبا ما يحمل انفصالهما خيرا، خاصة للزوج المبتلى الذي يعوضه الله بزوجة أخرى أفضل وأكثر تحملا، وأعلى إيمانا..
فليست كل زوجة عندها المقومات والصفات الحسنة والإيمان القوي الذي يعينها على تحمل زوجها المبتلى.
لا
أحد من البشر يضمن بقاءه سالما، ومعافاته من أي سوء طيلة حياته، فكلنا
معرض إلى الإصابة بالابتلاءات المختلفة في أي وقت، وفي أي مكان، وكله بقدر
الله وحوله وقوته..
ولا
علينا سوى أن نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وأن نصبر
ونحتسب حال إصابتنا أو إصابة أحد ذوينا ببلاء، فما يصيبنا لم يكن ليخطئنا،
وما يخطئنا لم يكن ليصيبنا، فلا نجزع، ولا نيأس من روح الله العلي القدير
الذي يبتلي عباده ليختبر صبرهم وإيمانهم، ويرفع درجاتهم، ويثيبهم خير
الثواب في الدارين.
مصدر
http://woman.islammessage.com
مصدر
http://woman.islammessage.com
0 تعليقات:
إرسال تعليق